السبت، 24 فبراير 2018

طرقة طويلة

سيصعب عليك تمييز تلك الطرقة منذ ثلاث ساعات فقط، اجلس في نهاية الرواق على مقعد خشبي كأفلام الستينات داخل اقسام الشرطة، بطرقة طويلة فارغة لدرجة أنه يمكنك تحسس الهواء.
افتح كتاب كان لأخي تركه لي قبل أن يسافر لعله يهون علي ولكنه لم يعلم أنه اصبح ذكرى لألم لا استطيع أن أراه أو اخفيه، يخرج دخان السجارة من شفتاي بأشكال ليس لها معني لكنها تملأ الفراغ متلاعبًا.
لماذا دومًا عندما أضع رأسي المليئة بالحروب والنزاغات والقضايا اسمع نبض أو اسم أو استغاثة ما، لعله استغاثة.
ادرك أخيرًا ما اريد فعله ولكنه تساوى بما لم ادركه، اريد فعل كل شيء اريد السفر وتعلم كل شيء، الخط العربي، لغة فرنسية عزف الكمان وحفظ الأعمال الكاملة لشاعري المفضل، اريد أن انهل الأشياء حتي وحتي تختفي.

اتساءل متى بدأ كل هذا وإلى أين ينتهي؟ سأحكي لك، بدأ مع بداية شيء ساذج كما سينتهي لاحقًا، بدأ بألفة قوم لم تعلمهم ولم تخالطهم حتى تكون بجانبهم، بدأ عندما أخذني أبي من أيدي وتعلقت في جلبابه يوم 28 يناير عندما هربت من دروس الرياضة لأحضر مسيرة ربنا شغفي بكيفية جعل كل هولاء يجاورون البعض مع أنهم لا يعلمون شيء عن ما بجانبهم
لا استطيع تذكر حياتي قبل هذا التاريخ إلا ربي مرة عندما وزعت منشورات ضد الاحتلال وحرق علمه في الابتدائية، التعرف على أول من أحببت، أو تصادم بصخرة الأبوة، تألقي كنجم زاهد بمكان، ولكن كان كل هذا خاوي مغطى أما أنا الآن مليء مُعَرى.