الثلاثاء، 3 يوليو 2018

تاني

"ايدي في ايدك وانا خايف"




نظرت إليه بتمعن ثم تساءلت كيف يمكن أن أدمع لمجرد رؤية القمر كاملًا يداعبه السحاب فيداعب بدوره نتؤاته


بجبرني أحدهم على اخباره بأنني من أصل تونسي، لأن وجهي غريبا وهدوئي أكثر غرابة، مع أني اشك في الاخيرة


تخبرنا لانا دي راي أن هناك حرب بداخل رأسها، ويخبرني طبيبي أنه ليعينني الله على المذاكرة لأنني لا يمكني التركيز في شيء واحد لمدة طويلة


تتناقص أفعالي القهرية على وتزداد في أماكن اخرى



اعد الاحتمالات، وأتأكد من خطواته، اخبيء مفتاح درجي قبل دخولي الحمام، ثقتي بالعالم وبنفسي هي والعدم سواء

كم اتمنى أن يرجع بي الزمن عدة سنوات لعلي قد اتعلم شيء ابدع فيه بدل ما أنا ماسك الهوا بإيديا كدة



هنرجع تاني

السبت، 24 فبراير 2018

طرقة طويلة

سيصعب عليك تمييز تلك الطرقة منذ ثلاث ساعات فقط، اجلس في نهاية الرواق على مقعد خشبي كأفلام الستينات داخل اقسام الشرطة، بطرقة طويلة فارغة لدرجة أنه يمكنك تحسس الهواء.
افتح كتاب كان لأخي تركه لي قبل أن يسافر لعله يهون علي ولكنه لم يعلم أنه اصبح ذكرى لألم لا استطيع أن أراه أو اخفيه، يخرج دخان السجارة من شفتاي بأشكال ليس لها معني لكنها تملأ الفراغ متلاعبًا.
لماذا دومًا عندما أضع رأسي المليئة بالحروب والنزاغات والقضايا اسمع نبض أو اسم أو استغاثة ما، لعله استغاثة.
ادرك أخيرًا ما اريد فعله ولكنه تساوى بما لم ادركه، اريد فعل كل شيء اريد السفر وتعلم كل شيء، الخط العربي، لغة فرنسية عزف الكمان وحفظ الأعمال الكاملة لشاعري المفضل، اريد أن انهل الأشياء حتي وحتي تختفي.

اتساءل متى بدأ كل هذا وإلى أين ينتهي؟ سأحكي لك، بدأ مع بداية شيء ساذج كما سينتهي لاحقًا، بدأ بألفة قوم لم تعلمهم ولم تخالطهم حتى تكون بجانبهم، بدأ عندما أخذني أبي من أيدي وتعلقت في جلبابه يوم 28 يناير عندما هربت من دروس الرياضة لأحضر مسيرة ربنا شغفي بكيفية جعل كل هولاء يجاورون البعض مع أنهم لا يعلمون شيء عن ما بجانبهم
لا استطيع تذكر حياتي قبل هذا التاريخ إلا ربي مرة عندما وزعت منشورات ضد الاحتلال وحرق علمه في الابتدائية، التعرف على أول من أحببت، أو تصادم بصخرة الأبوة، تألقي كنجم زاهد بمكان، ولكن كان كل هذا خاوي مغطى أما أنا الآن مليء مُعَرى.

الثلاثاء، 7 مارس 2017

We cannot just write off his final scene


البارحة كان راحتك تفوح بالسيارة، لم ابحث عن مصدرها، لم اهتم، ربما لأنني لم اريدها أن ترتبط بشخص غيرك.
سرت على كورنيش مدينتي الرومانسية الجميلة الكئيبة، تحركت يدي كقائد اوركسترا على جسدك الناعم، سمعت أنفاسك مع صوت رياحه الهادئة -احيانا- كما أنت.
“ايه العمل في الوقت دة يا صديقي؟”
غير إننا لا نبالي، للحظة لم أهتم بسماع أي غنوة تذكرني بحدثي المفضل، للحظات اشعر بعدم الاكثرات لأكثر شيء موجع تغلبني (علوقتيتي) واستسلم.
صوت الماكينات لم تعد تزعجني، تحايل هرة حامل علي وانتصارها على قلبي، كثبان الملح في طريق عودتي، لسعة الهوا البارد على وجهي والساخن على قلبي، بومتى البيضاء خارج الشرفة، رأيتها ولم يراها والدي فكذبني، خصرك المذيب، حاجة أبي أن أكون بنت ولم يحالفه حظ حيوانه المنوي
بمجرد وجود رائحتك استطيع ملامسة وجهك وحصر نمشه، حسنة جنب الحاجب الايسر، عالمنا الاكبر الذي يقع في جفنك حين تغلقينه…
بدى أحمق جدًا وهو يقول لي “ناقص تقولي إنك شربت حجرين معسل” وبدوت شريرًا جدًا، بادلته بإبتسامة قاتل بارد ومضيت. أتحدث إليّ في المراية، كيف يبدو شعري، يجب حلاقته عشان الناس؟ طب ما كسم الناس، المهم أنني توقفت عن إحداث الجروح بوجهي ليبدو صافيًا كعينيكي. 

إدراك النفس البشرية أمر عسير، والنفس (حامية) وأنتي قاسية كحجر، وأنا ورقة مبلولة، لكننى أدركتها أخيرًا وتملكني الملل

سأكتب عنكِ في وقت لاحق

الاثنين، 23 يناير 2017

تجميعة


ما علينا *بصوت السادات، تتراكم المسئوليات غير المفهومة كيف تكون مسئولياتي ولكني لطيبة عقلي وتفاهة قلبي أحملها على كتفاي والسجارة في اليد اليمنى..
لم اعلم أن الضغط يوقف عقلي ويصيبني باللامبالاة
لنضع للحديث قليلًا من الصراحة، هل ترى أن أمي وسخة؟، لماذا يستمر الناس في طلب النصائح، وعندما تقدم لهم ما يصح لا يأخذونه على محمل الجد إلا عندما يقدمها الشخص الذي يمثل الملاك البتنجاني المنور المزهزه، مع إننا كلنا طياز والله ليه بس؟.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصبح لدي القدر على شربت زجاجة البيرة على مرتين فقط، فقط مرتين وشاهدني وأنا استهزأ بك وبنفسي وبالعالم.
المعضلة الوحيدة هي “هل شعرت أني سكران؟” يا ترى.
لا يهم. ما يهم هو أنه لم يعد هناك مهم. فقط التخلي عنكم هو ما يشغل عقلي الكربوناتي الاشبه بقطعة فحم تحترق من أجل مزاج جنابه أو جنابي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الوقت
 بيقتل كل حاجة والله، وبيحسم أي شئ ممكن يكون تحت طاولة الشك، وبيحل وبيحلل و ساعات بيكون هو الصاحب الممل الوحيد اللي هيبقى بينكوا عقد عرض وطلب، هتقضيه بس هتوصل."
هذه المقولة من صنعي في محاولة مني للقيام بدور الجهبز الراضي عنه الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نظر إلي خلفه ليطمئن على ابنه الصغير ربط على كتفه وبدت عيناه مطمئنة جدا
جن جنون سيدنا سرور عندما علم أنه من الممكن أن تمسه الدولة بشئأما الاخر فقد شاركنا صورته مع والده ويخبرنا أنه بطله. غمرتني السعادة وغرقت في الحسرةكم كنت تمنيت ذلك الإحساس الشعور بالسور في ظهري لأواجه وجهي بالعالم كم كنت أتمنى الأمان والفخر والدفئ المفقود الآن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرفق:

"أنا عارف إن الضنى غالي والولار غالي والحلق الأخير دة غالي 
لكني متأكد إنه لما يتحط جنب ودنك مفيش حاجة هتساويه 
يا استاذ يا غني يا غبي يا فقير يا دنيياللي لقيت كوفيتي في ديل مظاهرة 
افتكر إني ورثتها عن عمتي وطعمها وريحتها ومتربية ع الغالي 
والغازوكسر في ايد الحريف الأشجع مني ودم قلب الأستاذ 
اللي كانوا جنبها وتاريخ انتهاءها بيخلص مع خزنة الخرطوش والرصاص"


الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

مشهد 4

لندخل مباشرًا إلى صلب الموضوع -الزتونة-، لماذا لا يمكنك الاستمتاع فقط باللحظة، باليوم التالي، أو لون السماء وامتزاجها مع بعض المناظر، أو الفرح اللحظي حتى، دون التفكير فيما سوف تفعله بعد سنة من الآن، ليه يا حبيبي تعمل كدة في نفسك، رجليك باشت وشعرك ابيض.

للحظات احتاج إلى الإنفراد بنفسي وسرعان ما أشعر بالوحدة كذلك العكس، صحيح ميملاش عينك إلا التراب.
ألم يحن الوقت لملأها تراب، لماذا لا نسرع الزمن بملذاته وخوازيقه والإكتفاء وعدم الإكتفاء لتبدو تشققات وجهي كبعض الأنهار ذات المياه السوداء وأرحل في مدن لم ازرها كما قال اخونا أمل
تذهب نقطة في فراغي إلى الإنتحار وأتأمل آخر دور في عمارة وكيف سيبدو العالم وأنا اطير فوقه وكيف سأتألم لجزء من الثانية، بسيطة، لكني احتاج الاكتفاء ولن اكتفي

بكيت على حافة الطرقات انخرط في دومات من التفكير الفارغ تؤلمني قدمي بسبب حذائي الجديد كما يؤلمني قلبي بسبب بعض الصفحات المطوية انتزع ملابسي في حضرة المطر، اتأمل بعض الوجوه، شفتاه متشققة جدًا، شكل أذن صغيرة، شعرك يتساقط، إذا ارديت بنطال اسود كنت ستبدو أفضل



الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

الميلاد الـ23

أحاول الخروج بكلمات غير بائسة كوجهي الشاحب، أفتقد الكتابة جدًا وسريري صورة نجيب وساشا
ونفسي، أفتقد نفسي إلى أبعد الحدود
لم أبدو كما أنا عندما نظرت في زجاج سيارة بجانب الطريق
في ميلادي الثالث والعشرين لا تزال علامات الجلد على ظهري
استطيع رؤيتها جيدًا لكنها تتشافى
عقلي يتشافى.
أعلم أن أمي لا تحب الكتابة على هاتفها، لكنها أصرّت على كتابة "كل سنة وأنت طيب" لأول مرة في حياتي
شعرت أنني مدين لهذه السيدة الأم الصديقة القلب الأبيض، وأتذكر أنني أقول لها دائمًا
"أنتي مينفعش تعيشي معانا، مدينة أفلاطون مش هنا"، تبتسم ابتسامة ممزوجة بالتعجب وتصمت

الجمعة، 21 أكتوبر 2016

لماذا يا رب تمتحنا بالبصيرة؟

أجلس بجانبها لضئل حجمها، سوف أجلس ولن يجلس على حجري أحد -الحمدلله-
فتاة تبدو أكثر من العشرين بقليل، تبدو ملابسها بسيطة، الألوان اليافعة والكثيرة الغير متناسقة، تشّغل التليفون البدائي قليلًا وتعمل الأغاني، بدون سماعات على أذنها، تضع الموبايل بجانب أذنيها. . تدندن بكل تلقائية وبالرغم من نشاذ صوتها وعلوهّ. تجيئها مكالمة وبكل سهولة تضع الموبايل داخل طرحتها. واتساءل ما إذا كان سبب من ضمن اسباب عدم خلعها الطرحة هو  سهولة وضع الموبايل بهذا الشكل عند التحدث.
تستكمل الدندنة. واستكمل تمثيلي بعدم الإكتراث عندما ترفع وتخفض يديها مع اللحن.

لماذا لم أكن بسيطًا مثلها، ولماذا كل شئ يتعقد ويزداد تعقيدًا؟
لماذا يا رب تمتحنا بالبصيرة؟