الجمعة، 21 أكتوبر 2016

لماذا يا رب تمتحنا بالبصيرة؟

أجلس بجانبها لضئل حجمها، سوف أجلس ولن يجلس على حجري أحد -الحمدلله-
فتاة تبدو أكثر من العشرين بقليل، تبدو ملابسها بسيطة، الألوان اليافعة والكثيرة الغير متناسقة، تشّغل التليفون البدائي قليلًا وتعمل الأغاني، بدون سماعات على أذنها، تضع الموبايل بجانب أذنيها. . تدندن بكل تلقائية وبالرغم من نشاذ صوتها وعلوهّ. تجيئها مكالمة وبكل سهولة تضع الموبايل داخل طرحتها. واتساءل ما إذا كان سبب من ضمن اسباب عدم خلعها الطرحة هو  سهولة وضع الموبايل بهذا الشكل عند التحدث.
تستكمل الدندنة. واستكمل تمثيلي بعدم الإكتراث عندما ترفع وتخفض يديها مع اللحن.

لماذا لم أكن بسيطًا مثلها، ولماذا كل شئ يتعقد ويزداد تعقيدًا؟
لماذا يا رب تمتحنا بالبصيرة؟

الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

حلوا المراكب

هل شعر بذلك من قبل؟، أن كل شئ يتهاوى بسبب طفل اصطدم ببناية الدومينو وأكمل طريقه في سلام نفسي، أن ترجع في كل مرة تردد نفس الكلمات الساخطة على العالم حيث بصق بسِمه على وجهك مرة أخرى وأخرى وأخرى، أناملك تخلعت نتيجة الحفر، وتكتشف صغر حفرتك -ملجأك الوحيد للهروب-
هل شعرت؟
هل شعرت أنك تريد أن تتخلى عن كل هذا لتصل إلى النتيجة المثالية والأمتع "عدم الإكتراث لشئ"، أنا هبسطهالك، أنت بتعمل إيه هنا؟
لا ينفك وريد عنقي عن الانتفاض، تقولش فاكر إن ضغط دمي حمام سباحة أمه؟
أدركت أخيرًا أنى عندما أموت سأموت بالضغط، الحمدلله عرفنا السبب، فاضل التوقيت
أتذكر في النهاية مشهد فيلم "مايكروفون" عندما فعلوا كل ما بوسعهم لعمل حفلة ثم جاء ضابط من وزارة الداخلية يصدر أمره من سيارته ومن تحت نظارته الشمسية الحمقاء "انزل يابني اجي ملاقيش الحاجات ديه منصوبة هنا"
مفيش حفلة، مفيش شغل، مفيش حفلة...
حلوا المراكب حلوا

الأحد، 2 أكتوبر 2016

صورتك؟

أنت لا تحتاج إلا لـ"مرتبة" ومنضدة يدوية، ومرآة مكسورة لتشعر أنك مثلها مكسور
تشرين الحزين، وعيد ميلادي.

عصافيرك تحولت إلى دجاج، الدجاج خرج من قفصه لا أعلم كيف، ولكنه مقتول
والدم مغطي حيطة البلكون.
هل أنتهيت؟، نعم أنتهيت من كوني ضحية، الآن أصبحت باهت، لا شئ، ولا أريد أن أصبح أي شئ
تنسرب مياه المطر إلى الحوائط الداخلية، وينامان على "مرتبة مبللة"، وكذلك فرش يستخدم كسجاد

بيض طيورك اخرج ثعابين وتماسيح، الآن لا تستطيع الإقتراب منهم، فقط اطلقهم، باسم الرحمة "اطلقهم"
لا تقلقي يا أمي، غدًا سنخرج من هنا، سأنزهك في اسكندريتنا القديمة، واذكرك بالأزايطة وبيتك القديم
وكيف كان جدي يتقن الفرنسية وكم كان في غاية الطيبة، الآن علمت
أخرج إلى شرفتي المتسخة بسذاجتي وأبكي بحرقة، وأخاطب ربي بجمود معزول من الخوف

رقبتك تورمت يا كيخوت، هل ترى نفعًا الآن من كونك مصلوب؟