ممدد على الأرض .. أحاول الوقف، ها أنا أقف،أجد فى شارع طويل صاحب شوارع صغيرة متفرقة كثيرة، كيف جئت إلى هنا؟ .. هل أحضرنى أحد؟ أم أننى جئت بمحض إيرداتى؟ .. لا أتذكر شيئاً.
أتحسس رأسى، أشعر بألم، بعد الدم المتجمد البنفسجى اللون على وجهى .. يبدو أننى أصبت.
الظلام يعم المكان، مصابيح الإضاءة أغلبها لا يعمل والباقى بعضه مُنير والبعض الاخر يحاول، أنحن فى المساء أم الصباح؟ لا أستطيع أن أفرّق بسبب الدخان الأسود الذى يغطى المكان بأكمله، الإضاءة الأكبر من النيران المشتعلة فى المبانى والسيارات.
الكثيرون ذاهبون بإتجاه واحد فقط ، الأغلبية تهرول قاصدين مكان ما هناك، لا أستطيع الجري هناك شيئا فى قدمى، ولكن أحاول الوصول.
سيارت، لا هياكل سيارات مشتعلة، بعضها إطارتها تواجه السماء، واضح أنه كان هناك معركة ضارية منذ وقت ليس ببعيد .. أشعر أننى أقترب، هناك تجمع كبير وأصوات صريخ وأغانى، أمر بتقاطع يتضح من كل الأضرار أنه كان مركز المعركة به مبنى كبير يخرج النيران من نوافذه أحاول الدخول فى ذلك الشارع المتفرع على يساري، لكن كثرة الجثث والسيارات والمدرعات المحروقة تمعنى.
قررت أن اكمل طريقى فى الشارع الرئيسى، أمر بشارع آخر على يساري، نعم أتذكره، كنت به العام الماضى فى معركة لم تسفر عنها كل هذا.
ها أنا أضع قدماى فى بداية شارع كبير يأخذ شكل دائرى وبه حديقة فى منتصفه لا أتذكر ماذا كانوا يطلقون عليه.
الكثير من البشر حاملين سلاح والقليل منهم لا، مرسوم على وجوههم الإنتصار،مكان بالجانب يسعفون فيه الجرحى وآخر ممن اسروهم، الكل ينظر إلى مكان واحد يبدو "المنصة" ولكنى لا استطيع رؤية شئ لكثرتهم .. أحاول الإقتراب أمر بينهم، يهنئوننى أعبر شخصا تلو الآخر.
توقف .. ما هذا؟ .. ارتعدت .. الكثير من المشانق، ستة مشانق كانت من نصيب ستة أشخاص، واضح أنهم كانوا قادة المهزومين، ثلاثة منهم يرتدين اللبس العسكري، باقى المشانق فارغة، أعتقد أنهم فى إنتظار أن يأتوا بالبقية ليزيحوا الكراسى من تحت أقدامهم.
أنتابنى الرعب لحظة، لكنى شعرت بسعادة تغمر جسدى كله، الآن تذكرت.
الثورة ستنتصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق