أجد نفسي فى منتصف حجرتى، على الأرض، متخذ وضع جنين فى رحم أمه .. صوت دقات الساعة .. وصوت تلفاز بعيد .. ألمح صورتي أنا وأخي -عمرها أكثر من خمسة عشر عاماً أتمنى أن أرجع بداخلها لأراهما مرة أخرى يلهوان سوياً -غير حاملين أى عبء .. متى بدأ كل هذا؟ اسأل نفسي.
سخريته من أى فعل أو قول يبدر مني، لم يضيق صدري ابداً منه تذكري لكلمات أمل دنقل "تلك الطمأنينة الأبدية بينكما، أن سيفان سيفك، صوتان صوتك" أستطيع تمييز أصوات صريخ أطفال يلعبون فى نهاية شارعنا ماذا يجب أن أفعل؟ .. متى بدأ كل هذا؟ .. من كنت؟ ومن أصبحت آخر ثلاث سنوات؟
حجرة صغيرة بألوان عادية، آثار قبلة زوجتى على خدي، اتذكر حلم رأيته مذ أكثر من سنة .. طفل اسمر صغير عمره لم يتعدى الأربعة ذو ضحكة بإمكانها أن تحرك السماوات والأرض من جمالها.
أمى افتقد النوم بجانبها .. دفئ حضنها .. حبها الأكثر لأخى، سخريتهما مني ..
افتقد ترتيب انفاسها، نفس طويل واخر قصير وكذلك كنت أقلدها حتى اغوص فى النوم.
فى صحراء ومازال ذلك الطفل يبتسم لي .. يجري بمرح، اتبعه .. لأجده يغرق مع أمه فى بركة من المياة ذو لون قامطلك أمه على الشاطئ حاولت ونجت وحدها .. وما زال هو يحاول النجاه انزل بسرعة إلى البركة لانتشله وينجو فترجع نفس الإبتسامة وامه تلفه بشال ابيض ناصع البياض ويذهبا بعيداً .. بعيداً
لا يمكننى الهرب هذ المرة .. لم اتعود الهروب .. لم اتعود على ترك شخص يعتمد وجوده على وجودي
ماذا بعد؟سقف احلام يضيق الحجرة يوم بعد يوم حتي يصبح سقف للكوابيس.
ماذا يجيب أن افعل؟ متى بدأ كل هذا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق