الخميس، 19 مايو 2016

في عودتي

أفتقد طريق ذهابي وإيابي إلي وسط مدينتي، طويل، أعمدة الإنارة مرصوصة على جانب الطريق، مساحات واسعة من المياه الخاصة بمصانع الملح، تغمرها الوحشة، في نهايتها أضواء تشبه أضواء العيد، يخبرني عقلي أنها كلها أفراح وأن العالم على الناحية الأخرى بخير. قبل أن أصل إلي تلك الناحية، تُرى يا صديقي هل الحياة سيئة إلي ذلك الحد أم أنه لكل خيط عقدته؟ -بس الدراما ليها طعم بردو :'D-

أتذكر الثورة ماذا كسبت؟ لا شئ وكل شئ، قبل أن أدخل إلي أنفاق ودوائر التملق هذه كانت الثورة كنقاء "كبشة" منالقطن،
تذكرني بمصابيح السيارات القادمة ، كلِ يضئ مصباحه في وجه الآخر مع أن الاعمدة مُنارة -يعني لو كانت نجحت كانوا دول هيبقوا أعمدتها، أحا جداً !-
أتمني النضج وأكرهه، "لماذا يا رب تمتحنا بالبصيرة؟"..

لماذا يموت كل سيد مسيح، ويعيش يهوذا دائماً يا صديقي نجيب
أحفر بيدي في أرض جرداء محاولة نقش قبره، تنخلع أظافري ولا أجده، أعيش ولا أجده، أصرخ ولا أجده
أتركه وأذهب إلي شجرتي المتناقضة لأنتحر تحتها ألف مرة.
وأدندن
يا طفلي الذي انقذته
أين أنا منك؟
يا حلمي الذي أضعته
أي مني أنت؟

تتسلل يداي إلي خصرها بدون وعي، أدفئ ذراعها قدر الإمكان، في محاولة لكسر وحش الحزن الذي يلاحقها، أحفظ تفاصيل وجهها، نمش ،أنف صغيرة، حسنة تحت الحاجب، طريقة سيرها المرتبطة معي بفيلم تشبه بطلتها كثيراً
أفتح نافذة السيارة على اخرها، اخرج يدي، الهواء المنسرب بين أصابعي، يهتز شعري الخشن، يسرع (ريتم) مقطوعة لفيفالدي، أستنشق رائحتها وأبتسم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق